على اثر إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة، وما نتج عنها من فوز حركة حماس، وما رافقها من إحداث في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة والتي تمثلث في الانقسامات الداخلية وانعدام الحوار بين الأطراف الفلسطينية، كل هذا يتطلب إعادة صياغة جديدة لعودة الأطراف وتشجيع الحوار الداخلي فيما بينهم، بما ينسجم والأسس الديمقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان والرأي والرأي الأخر خاصة وان هذه القطيعة في الحوار ما بين الأطراف قد انعكست سلبا على كافة مناحي الحياة الفلسطينية، وكما اثر على طبيعة العلاقات الداخلية الفلسطينية.
إن استهداف الشباب وخاصة أن الشباب يمثلون الغالبية في المجتمع الفلسطيني ( 67% من المجتمع الفلسطيني اقل من 24 سنة )، والقيادات الوسطي في العمل الأهلي الفلسطيني أو ما يطلق عليها القدرات المحلية في بناء السلم الأهلي وخاصة أن لديها القدرة على التأثير في القيادات العليا، إن هذه المجموعات تستطيع أن تحدث التغيير الايجابي.
لهذا جاءت فكرة مشروع القيادات السياسية الشابة المدعوم من قبل مركز اولف بالما الدولي، وتقوم الفكرة الأساسية للمشروع على تطوير أداء وقدرات المؤسسات والأشخاص المستهدفين من المشروع وزيادة فعاليتهم ودورهم في عملية التغيير المجتمعي، إضافة إلى المساهمة في تطوير معارف ومهارات المشاركين في مجالات ثقافة الحوار، قبول الآخر لترسيخ مفاهيم التسامح والسلام والديمقراطية داخل المجتمع الفلسطيني.
ويستهدف المشروع ثلاث شرائح مجتمعية هي طلبة الجامعات في كل من الجامعة العربية الأمريكية_ جنين، جامعة النجاح الوطنية، والقدس المفتوحة _ نابلس، جامعة القدس المفتوحة _طولكرم، جامعة القدس المفتوحة، والكليات والمعاهد _ رام الله، جامعة القدس _ ابو ديس، جامعة بيت لحم و القدس المفتوحة _ بيت لحم، جامعة الخليل، أما الفئة الثانية فهي المؤسسات النسوية والشبابية ومن المقرر استهداف 12 مؤسسة في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية، و الفئة الأخيرة هي المجالس والبلديات المحلية، حيث سيتم تدريب هذه الفئات بناء على احتياجاتهم الفعلية بحيث ينعكس التدريب على تطوير أداء مؤسساتهم، بالإضافة إلى أنهم سيكونوا جسر لفتح قنوات الحوار الداخلي وتعزيز مفاهيم قبول الآخر.
ويعمل المشاركين حاليا في المشروع وهم طلبة الجامعات، المؤسسات النسوية والبلديات والمجالس المحلية، جلسات حوار تعالج مواضيع مستجدة على الساحة الفلسطينية تهدف إلى تقريب وجهات النظر وتفعيل لغة الحوار والخروج بتوصيات وتعميمها على كافة المهتمين.
وتم تنفيذ العديد من الأنشطة الإعلامية التي تهدف إلى تعميق لغة الحوار الداخلي حيث تم طباعة وتصميم ملصق يحمل شعار " نعم للحوار...... عمر الدم ما بصير ميه" إضافة إلى طباعة بوستر وتصميم نشرة إعلانية بثت على المحطات المحلية عبارة عن حوار بين فئات مجتمعية تحث على الحوار، وطباعة رزنامة تحتوى على رسومات تدعو للحوار وتقبل الآخر ونبذ الفئوية والتعصب.