نشر بتاريخ: 20 آذار 2010
بدرة الشاعر
عندما نسال أنفسنا – نحن العاملين في المؤسسات والقائمين على المشاريع والبرامج – عن مدى استخدام منهجية حل النزاعات في المجتمعات المحلية التي تستفيد من المشاريع في منطقتنا العربية وخاصة فلسطين التي تعاني من الكثير من المشاكل والنزاعات الداخلية، نرى انها غير واردة في خطط الكثير من المؤسسات الا في حالات نادرة وقليلة، حيث تم اكتشاف حالات نزاع معينة سواء عن طريق الخبرة او الصدفة، ومن ثم تدرك المؤسسات ضرورة استخدام بعض هذه الادوات او واحدة منها في تحليل مثل هذه النزاعات والتدخل المباشر في تسويتها وحلها وفق مصالح مختلفة الاطراف واحتياجاته.
يعود عدم استخدام هذه الادوات في تحليل النزاعات، لعدم ادراك المؤسسات لاهمية هذه المنهجية ومدى الفوائد التي تجنيها جراء ذلك. كذلك لان هذه العملية قد تحتاج لوقت وجهد اضافيين وقد تتعداها الى التكلفة المالية العالية، وبالإضافة الى ذلك قلة الخبرات المهنية المتخصصة في هذا المجال.
والمؤسسات التي تستخدم هذه العملية في مشاريعها تقدم خدماتها بصورة منظمة وموضوعية كي لا تترك اثرا سلبيا على هذه المجتمعات، كما تقوم بتقديم صورة افضل عن العلاقات بين مختلف اطراف النزاع، ربما يؤدي الى نجاعة اكثر في تنفيذ ويعظم الفائدة لهذه المؤسسات اولا والمجتمعات المستفيدة بمختلف فئاتها ثانيا، حيث يتم بناء نوع من الثقة المتبادلة والصراحة في العلاقات والأدوار، كما يساعد في تفكيك مركبات النزاع والمساهمة في حلها.
من التوصيات التي نؤكد عليها هنا هي: تعميم فكرة تضمين التعامل مع النزاعات في المشاريع وايجاد وسائل للتدريب على ادوات تحليل النزاعات قبل تنفيذها على المجتمعات لأهميتها، بما يولد افاقا للتعامل مع الأنواع المختلفة من النزاعات، وتبادل الخبرات المؤسساتية والدولية في ذلك للاستفادة منها في هذا الحقل، مع بناء الوسائل والاليات المناسبة وفقا لطبيعة النزاعات وخصوصية المجتمعات للتعامل معها والتدخل بطريقة سليمة في حلها.