نشر بتاريخ: 13 نيسان 2009
مراجعة : هاني سميرات
مؤسسة تعاون لحل الصراع – فلسطين
مور . كريستوفرو : عملية الوساطة استراتيجيات عملية لحل النزاع " ، الاهلية للنشر ، الطبعة الطبعة الاولى ، 2007، 717صفحة
المؤلف
كريستوفرو.مور : امريكي الاصل ، تلقى مور شهادة البكالوريوس من التاريخ من جامعة جونياتا وشهادة الماجستير في التغيير الاجتماعي من كلية انيتوخ – باتني وشهادة الدكتوراة في علم الاجتماع السياسي والتنمية من جامعة روتغرز ، وتلقى تدريبه كوسيط على يد المنظمة الامريكية الفيدرالية لخدمات الوساطة والمصالحة ، والمؤسسة الامريكية للتحكيم . عمل كستشار في حقل النزاع في اكثر من 25 دوله وعمل كوسيط في عدد من النزاعات الدولية المختلفه في القضايا المتعلقه بادارة الانهار في فريقيا – قضايا التنمية الاقتصادية في روسيا وفي النزاعات العرقيه والسياسية ، له العديد من المؤلفات ابرزها المفاوضات والمساومات وادارة النزاعات ، صنع القرارات وادارة النزاعات ، ادارة النزاعات
يعتبر كتاب عملية الوساطة "استراتيجات عملية لحل النزاع" من ابرز واهم كتب الوساطة المترجمة في عالمنا العربي والاسلامي وذلك لاحتوائه على الجانب النظري والجانب العملي لعملية الوساطة ، بالاضافة الى احتوائة على تجربة عملية مكثفة ومركزة لعديد من اشكال الخلافات المتنوعة سواءا كانت اقتصادية – اجتماعية – سياسية ، كما يظهر جليا المادة المكثفة والمركزة في عملية الوساطة من حيث كافة التفاصيل المتعلقه بالوسيط واطراف النزاع ، والعديد من التفاصيل المتعلقة بجوهر عملية الوساطة بكافة مراحلها مضمنا بذلك قصصا وتجارب كثيرة تساند وتساعد وتعمق في فهم عملية الوساطة ، ويحوي الكتاب جملة من الاهداف الاساسية ومن اهم هذه الاهداف
1- اظهار تأثيرات الوساطة وتحركاتها على ممارسة التفاوض
2- تطوير شرح نظري للمارسة الحاليه لعملية الوساطة
3- تزويد العاملين في الوساطة باستراتيجيات ووسائل عملية وفعاليه لمساعدة الاطراف على الوصول الى حل لخلافاتهم القائمة
بنية الكتاب
يحتوي الكتاب على ثلاثة اجزاء اضافة الى المدخل والمقدمة والخاتمة وهذه الاجزاء هي :
الجزء الاول فهم وسائل حل النزاعات والوساطة : في هذا الجزء يعرض المؤلف قصة خلاف تكون بمثابة المدخل الى علم الوساطة ، كما يتضمن هذا الجزء نبذة وتعريف عملية الوساطة وتاريخ ممارستها كما يستعرض المؤلف في هذا الجزء طريقه عمل الوساطة من حيث تنوع ادوار الوسيط وتنوع الوسائل المستخدمة ، بالاضافة الى تركيزه على الثقافه والجنسوية ، ومراحل عملية الوساطة ويختتم الجزء بالحديث عن االمتغيرات التي تؤثر على عملية الوساطة .
الجزء الثاني : يستعرض المؤلف في هذا الجزء مجموعه من المحاور الاساسية لعملية الوساطة كوضع الاسس واختيار الاتسراتيجيات وتجميع المعلومات حول النزاع وتحليله ووضع الخطط المفصلة انتهاءا ببناء الثقه والتعاون واسس تعزيز التغيير في التصورات
الجزء الثالث : القيام بعمليات وساطة منتجة : وفي هذا الجزء يتعرض الكتاب الى اليه البدء بجلسات الوساطة وتسهيل الحوار وتبادل المعلومات تحديد القضايا ووضع جدول الاعمال ،تاطير القضايا ، اليه كشف المصالح الخفيه للاطراف لمتنازعة واليه ايجاد الخيارات المطلوبة للتسوية
الجزء الرابع : يحتوي هذا الجزء على اهم الاسس والمبادىء في عملية تقييم خيارات التسوية ، واجراء المفاوضات النهائية والجلسات الاختتامية واغللاق ملف القضية مرورا بتحقيق الاتفاق الرسمي أو التسوية الرسمية واسترايتيجات متبعة في الوساطات التي تجري من اطراف متعددة .
ثم يختم المؤلف كتابه بخلاصة يستعرض اهم التحديات امام تقدم وتطور مهنة الوساطة وعينة من النماذج المستخدمة في عملية الوساطة ولائحة كبيرة بالمؤسسات والمنظمات الناشطة في هذا الموضوع
النقد :
يتضمن كتاب «عملية الوساطة – استراتيجيات عملية لحل النزاعات » الصادر حديثا للمفكر الامريكي كريستوفور مور نظرة غير تقليدية لاجراءات عملية الوساطة في كافة مراحلها ، ويعتبر الكتاب باعتقادي من اثرى كتب علم لوساطة في المكتبة العالمية وذلك على صعيدين اولهما على صعيد المعلومات المقمة حول العملية والصعيد الاخر التحليلات وبهذا فان الكتاب لم ياخذ الطابع التجريدي المعلوماتي القائم على نظرية جمع المعلومات بل ان المؤلف اخضع جميع المعلومات المقدمة الى مختبر التحليل
يؤكد المؤلف على ان عملية الوساطة ليست بديلا عن اي عمليات اخرى او طرق اخرى للتعامل مع النزاع وانما هي شكل من الاشكال الكثيرة للتعالمل مع النزاع ، ولكنها طريقه مقنعة تستند الى نظرية " التراضي " او كما تطلق عليه بعض كتب الوساطة " الخصمان الرابحان " كما ان هذه العملية مرنه
تراعي المتغيرات الثقافيه لاطراف النزاع ، بالاضافه الى ان عملية الوساطة لا تقوم فقط على المهارات والتكتيكات بل تقوم على المراجعة المتانية والمعلومات التفصيلية الدقيقيه والتحليل الصائب والقدرة على توليد خيارات واسعة تعطي الفرصة للاطراف بالخروج من دائرة الفكرة الواحدة او الحل الواحد لذا فقد اورد المؤلف فصلا كاملا حول تعزيز الحقل وضمان الكفائة والنوعية للوسيط بالاضافة الى ضرورة التدريب والتعيم و التطوير المهني المتواصل لضمان نجاح العملية
ويرى مور ان عملية الوساطة هي عملية يصنعها الاطراف ويديرها الوسيط لذا فعلى الوسيط كشف جميع اوراقه واستراتيجياته للاطراف ليكونوا جزءا اساسيا من العملية وليس فقط من الحل وهذا باعتقادي هو االنوذج الجديد الذي تطرق له هذا الكتاب ،
لقد كان من الواضح ان الكتاب يعرض جملة من القضايا الجديدة في علم الوساطة اهمها السياقات الحضارية والثقافيه التي تمارس فيها الوساطة حول انحاء العالم ، ولكن لم يوضح المؤلف اثر اختلاف السياق الثقافي على عملية الوساطة واكتفى بعرض امثلة من عمليات الوساطة في الحضارات الشرقيه والغربية
واخيرا فان هذا الكتاب هو مدرسة متنقلة في علم الوساطة وهو مرجع لكل العاملين في هذا الحقل فيه المعلومة القيمة والتجربة الناجحة والنماذج القيمة المساعدة والمساندة لاتمام العملية والماخذ الوحيد على هذا الكتاب هو نقص تجارب عملية الوساطة في السيياق العربي ةهذا يعيد طرح سؤال امكانية تطبيق الوساطة الغربية بافتراضاتها الاساسية في السياق العربي والاسلامي