التمويل المشروط وأثره على أداة الدعم بدون أذى

نشر بتاريخ: 05 أيار 2008    

 

إعداد هاني سميرات

   تعتبر أداة الدعم دون أذى  من الأدوات الهامة والضرورية لتحليل العديد من البرامج والمشاريع ، وذلك لأنها ترتكز بالأصل على  إبراز تفاصيل نقاط القوة والضعف في أي برنامج والتركيز على بيان  ما يجمع وما يفرق الناس  أثناء التعامل مع أي برنامج تنموي أو اغاثي إنساني  

  ونظرا لطبيعة التمويل المشروط والذي يرتكز بالأساس على دعم البرامج الذي تتناسب مع أجنده الممول  دون الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الشخصية لطبيعة المجتمع المحلي المستهدف  كما ان التمويل الشروط يرتكز أيضا  افيهذه المساعدات وفق شروط سياسية وعلى أساس التمييز والعنصرية  بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد ، ولذا فان هذا التمويل لا يساهم بطريقه صحية ومناسبة  على تعزيز التنمية والسلام

 ومن خلال   ما تقدم نجد ان  التمويل المشروط يؤثر بشكل سلبي على اداة العمل دون اذى  لانه يساهم في تعزيز  الجوانب التي تفرق  وتوتر الناس باعتبار التمويل المشروط تمويلا فئويا عنصريا  وغالبا ما يغذي التمويل الشروط  القوى المحركة للصراع  باعتباره يدعم طرف واحد متناغم مع اجنده الممول وسياساته الفكرية والثقافية

وبهذا فان رسالة المؤسسة وأهداف المشاريع التنموية  تفقد بشكل غير مباشر معالم أهدافها الرامية إلى   باتجاه الحرية والديمقراطية والتمنية الإنسانية بكافه انواعها

كيف يؤثر التمويل المشروط على أداة العمل دون أذى ?

للاجابه على هذا التساؤل يتوجب إلينا العودة إلى  بعض الخطوات الستة  للنموذج   لتحليل اثر هذا الدعم على بعض الخطوات  :

فهم سياق وبيئة النزاع

 يؤثر الدعم المشروط على  ادراكنا وفهمنا لسياق وبيئة النزاع او بالأحرى يجعلنا نبتعد كثيرا عن تحليل  وفهم السياق إذ  نضطر  غالبا إلى صياغة التقارير وأجنده العمل   وتحليل الخطط  وفقاً لما نتصور وندرك  أنه مطلوب" بالنسبة للجهات الممولة  وهذا يبعدنا كثيرا عن فهم سياق وبيئة الصراع

  تحليل ما يفرق ويجمع الناس

 تتوجه معظم المشاريع المشروطة غالبا الى واقع التنفيذ والتقيد  بسياسات المؤسسات المانحة وغالبا ما  تنعدم الرؤية الاستراتيجيه في التحليل  خاصة في تحليل ما يضعف او يفرق الناس  أثناء الإعداد لأي مشروع تنميوي  أو تثقيفي ، من جانب اخر فان التمويل المشروط يستهدف غالبا شريحة واحده او فئة واحده وهذا غالبا ما يرق الناس ويوتر علاقاتهم مع بعضهم من جهه ويضعف ثقتهم   بقدره المشاريع والبرامج على تحقيق العدالة والديمقراطية  ، ويعدم الثقة مع المؤسسات المنفذة وغالبا ما يقاطع المجتمع المحلي هذه البرامج بل ان هذه البرامج لا تلتفت إطلاقا الى العوامل التي تجمع الناس  بكونها برامج مقيده

 

تحليل برنامج الدعم

 لا يمكن  إطلاقا تحليل برنامج الدعم في برامج التمويل المشروط  وذلك  لعدم قدرة المؤسسات المنفذة  من الاجابه على العديد من الاسئله   كشموليه الهدف من برامج الدعم  والمعايير التي اعتمدت في  تحديد  الفئة المستفيدة وتبقى  الاجابات على هذه الاسئله إجابات خجولة  وضعيفة  وخاصة حينما تتعرض هذه البرامج إلى سؤال في جوهر المشروع مثل من يقرر  بكل الاسئله السابقة والاجابه هنا واضحة  فالتمويل المشروط هو من يقرر

تحليل اثر برنامج الدعم على ما يفرق وعلى ما يجمع ويربط

 في نهاية البرنامج ستجد المؤسسة نفسها غير قادرة على تحليل اثر  البرنامج   لأنها  كانت تدرك مسبقا ان برنامجها غير شامل وسيدعم تيارا ، أو حزبا ، أو شخصيات معينه   وستكتشف المؤسسة  انها ساهمت في اثراء  نزاعات أخرى وابتعدت عن أهدافها بشكل كبير