نشر بتاريخ: 01 شباط 2010
جنين-علي سمودي، يوم بعد يوم تترسخ في المجتمع الفلسطيني ضرورة ملحه لتعزيز روح الحوار المجتمع البناء والديمقراطي بين كافة الفئات وخاصة الشبابية منها خاصة في ظل أجواء الانقسام السياسي التي تلقي ظلالها على تفاصيل المشهد الفلسطيني في امتداد الأراضي المحتلة وانطلاقا من ذلك برزت العديد من المؤسسات و الفعاليات الفلسطينية التي قررت احتضان تلك المبادرة في مشاريع متعددة الأسماء ولكنها منسجمة المفاهيم وفي الرسالة والأهداف التي تصب في خدمة المصلحة الفلسطينية الساعية في تعزيز قيم الحوار بكل معانيها الاصيله
الانطلاق من جنين
ومن جنين كان انطلاق المرحلة الأولى للمشروع الحوار المجتمعي في محافظات شمال الضفة الغربية بمبادرة من مؤسسة تعاون لحل الصراعات رام الله والهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات الغير الحكومية والذي يمول من قبل ممركز اولف بالما السويد ويشمل المشروع كما يقول معتصم زايد المدير التنفيذي للهيئة برنامج تدريبيا في آليات تعزيز الحوار المجتمعي للمجموعات شبابية تمثل قطاعات مجتمعية مختلفة في جنين ونابلس
وجها لوجه
وجها لوجه أثمرت جهود تعاون والهيئة الاستشارية في جمع فئات الشباب من كلا الجنسين على طاولات الحوار المستديرة في عدة دورات تدريبية شارك بها 75 شاب وشابة في ثلاث مواقع هي مدينة جنين وجامعة النجاح الوطنية وجمعية أصدقاء فلسطين في نابلس بإشراف مدربين مختصين أضاء الشموع الأولى في مسيرة الحوار المجتمعي وبنجاح منقطع النظير ويؤكد أهمية المضي في مراحل المشروع الأخرى وبحسب زايد تنفيذ الهيئة جزاءا من مشروع كبير يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ويشارك فيه إضافة للهيئة اتحاد الشباب الفلسطيني ومركز دلال للثقافة والفنون واتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي ومركز يطا الجماهيري للتنمية كما تقوم على المشروع خمس مؤسسات أخرى في قطاع غزة
الثقافة الغائبة
وحظي المشروع إقبال كبير من شرائح مختلفة من المجتمع وخاصة الشباب في المناطق المستهدفة وقال المشرف على البرنامج التدريبي احمد أبو الهيجاء مما يؤكد إن تعزيز ثقاة الحوار بين الشباب احتياج فلسطيني هام لأننا وللسف ما زلنا متأخرين في كل المسائل المتعلقة بقبول الآخر وثقافة الحوار سواء على الصعيد الاجتماعي والسياسي وأشار أبو الهيجاء الآن ثقافة الحوار غائبة بين الأب وابنة الزوج وزوجته ووصولا إلى الحركات السياسية المختلفة التي اختارت العنف اللفظي والمادي وسيلة للاتصال بينها كان لها تأثيراتها الخطيرة على مجمل الظروف وأضاف أبو الهيجاء الذي تبين خلال التدريبات العملية بأننا مازلنا في ثقافتنا نتمترس خلف ومواقفنا ونحالو الدفاع عنها بغض النظر عن قناعتنا بها ويعتبر انه من العيب أن نغير مواقفنا إذا أقنعنا الأخر عن طريق الدليل المقنع والأدهى بأنه دائما ما يتحول الحوار إلى جدال ويعم الصراخ مكان الحوار العقلاني ورأى أن الحوار النجاح يتم على أساس المصالح وليس المواقف فلكل إنسان احتياجات والحوار الذي يتم على أساس المواقف تكون نتيجته الفشل ولا يدوم دائما يجب البحث على المصالح المشتركة
غياب دور المجتمع
وعبر سلسلة اللقاءات والتدريبات والحوارات التي شاركت بها الشباب بمسؤولية ومبادرة زايد تأكد لنا أن المجتمع المدني الفلسطيني لم يؤخذ دوره بعد في تعزيز الحوار بمختلف أشكاله في المجتمع ومما لاشك فيه بان الفجوة كبيرة بينما ما هو مأمول من المجتمع المدني الفلسطيني بتاريخه العميق وبين ما هو حاصل على ارض الواقع وطالب زايد تعزيز دور الشبكات المجتمعية في تعزيز السلم الأهلي و غرس قيم المواطنة الصالحة وتقبل الآخر ولاسيما لدى الأطفال والشباب .
نسعى لبناء لوبي لتعزيز الحوار
وترتبط حالوا لحورا وتداعياته في الأفق السياسي الفلسطيني كما تقول مديرة مشروع تعزيز الحوار المجتمعي في الضفة الغربية رشا فتيان فإحالة الانقسام السياسي التي نعاني منها منذ ثلاثة أعوام أوجبت العمل في هذا مضيئة لمجموعات شبابية تعمل على نشر ثقافة الحوار في بيئتها المحلية وأضافت يتساءل الشباب دائما في بداية اللقاء الأول عن جدوى هذه اللقاءات ودرجة القدرة على التأثير في المجتمع ولكنهم سرعان ما يكتشفون أن شيئا ما تغير في منهج تفكيرهم ورسالتهم وفي تعزيز الحوار وذلك ضمن خطة تدريبية مدروسة وأشار إلا إن المشروع يتضمن عدة فعاليات في مجال تعزيز الحوار من خلال الشباب و الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وصولا إلى تعزيز السلم الأهلي واعتبرت العمل من خلال جماعات الضغط والمناصرة لبناء لوبي مجتمعي يسعى لتحقيق الحوار في المجتمع الفلسطيني مسألة يسعى المشروع لتحقيقها وهي في غاية الأهمية لأنها ستخلق آليات عملية تعزز الحراك المجتمعي في هذا المجال
الأدوات المستخدمة
وحول طبيعة الأدوات المستخدمة في المشروع قالت يتضمن عدة مراحل هي تدريب الكوادر الشبابية التي ستعمل على تعزيز الحوار في المجتمع المدني يليها لقاءات الطاولة المستديرة وبناء اللوبي والشبكة المجتمعية إضافة إلى إقامة مؤتمر مركزي فلسطيني لتعزيز الحوار
الآن نعرف ما نريد
وحرصت العديد من المؤسسات على الانخراط والمشاركة في المشروع الذي يرتبط ارتباطا وثيقا لبرامجها وأهدافها لبناء وصقل شخصية الشباب لمفاهيمهم كجمعية لا ننسى النسوية في مخيم جنين والتي أكدت رئيستها فرحه ابو الهيجاء إن المشروع رفد مؤسستها بمجموعة شبابية مؤهلة نعمل في الحوار المجتمعي وسوف تنطلق للعمل مع الأهلي وتقليل مستوى العنف والتعصب بين الشباب وال ي انتشر بشكل كبير رغم مخاطره الكبيرة على النسيج الأسري والمجتمعي والوضع السياسي بشكل عام وبعد مشاركة مجموعات شبابية بين الجنسين في الدورات واللقاءات شددت على أن العمل في مجال تعزيز الحوار لاجي بان يكون مرتبطا بمشروع لأنه احتياج ملح لا يختلف عليه اثنان وبالتالي يجب أن يستمر لإفساح المجال أمام الشباب للمشاركة والتغيير وهو الأهم ليكون الحوار الثقافة السائدة وليس ثقافة موسمية ترتبط بمؤسسة أو تمويل
رأي الشباب
ورغم الغرق في تفاصيل معاناة الحياة اليومية، وواقعهم المجتمعي والأسري السياسي فان قطاعات واسعة من الشباب وجدت المشروع متنفسا لها، لتعبير والمشاركة والإبداع وقالت إحدى المشاركات في التدريب دعاء السعدي كنت أتمنى أن يكون لي دور في العمل على تعزيز الحوار في المجتمع وضمن بيئة التي أعيش فيها ولكن لم نكن نعرف الكثير عن الحوار والآليات الواجب إتباعها في تعزيز الحوار ولحل الصراع وفق أسس عليمة وأضافت هناك كثير من الشباب لديهم الاستعداد لأخذ زمام المبادرة والعمل ضمن مجموعات لتعزيز الحوار والسلم الأهلي بعد أن دخلنا هذا النفق المظلم الذي قطع نسيج الاجتماعي للمجتمع واعتبر أن بناء الحوار ثقافة و وممارسة داخل المجتمع لا يأتي إلا إذا انطلق من القواعد مؤكد على أن المشروع مشكل بداية لمحطة يجب أن تستمر لنصل لكل قطاعات الشباب ليصبح الحوار جزء من حياتنا وبناء الفرد