نشر بتاريخ: 08 تموز 2008
جريدة الايام (الاربعاء، 2/7/2008م، صفحة رقم "12")
كتب عيسى سعد الله: انتقد قادة الفصائل تاخر انطلاق الحوار الوطني، محذرين في كلمات لهم خلال مؤتمر الوحدة والمصالحة الوطنية من خطوة ذلك على القضية الوطنية.
وطالب المتحدثون الفصائل لا سيما حركتي فتح وحماس، بتحديد تاريخ معين لانطلاق جولات الحوار. ودعوا حماس وفتح الى اتخاذ خطوات عملية على الارض لتهيئة الاجواء لانطلاق الحوار مثل اطلاق سراح المعتقلين السياسين ووقف السجال الاعلامي.
كما دعو الى وجود حاضنة عربية لرعاية الحوار كما حدث ابان معالجة الازمة اللبنانية.
وحضر المؤتمر الذي عقد بعنوان "عمر الدم ما بيصر ميه" ممثلون عن الفصائل الخمسة الكبرى، اضافة الى مئات من ممثلي المؤسسات المدنية والاهلية.
ونفذت المؤتمر مؤسسة تعاون لحل الصراعات بتمويل من مركز "الاولف بالما" الدولي وبالشراكة مع الجمعية الوطنية الفلسطينية للشباب "بناء" وجمعية مركز التدريب المجتمعي وهيئة اصالة للتراث الشعبي.
وتراس المؤتمر الذي نظم في فندق الجزيرة على شاطئ مدنية غزة امس. الكاتب طلال عوكل،
وفي الوقت الذي طالب فيه ممثل حركة فتح في المؤتمر يحيى رباح عضو المجلس الثوري للحركة الفصائل بتسمية اعضاء الوفود للحوار، طالب ممثل حماس الدكتورغازي حمد بان يكون الحوار استراتيجيا.
اتفاق التهدئة
وقال رباح ان الحوار الوطني يتطلب ارادة وطني مشددا على ان حركة فتح فضلت ان يكون الحوار الداخلي قبل الوصول الى تهدئة مع الجانب الاسرائيلي كون الحوار الداخلي اسهل ويعود بالفائدة على التهدئة وشروطها.
واشار الى ان اتفاق التهدئة اسقط بشكل نهائي الاساس والغطاء السياسي والايدلوجي للانقسام
وطرح رباح العديد من النقاط التي يجب ان تسبق الحوار من ابرزها وقف السجل الاعلامي الذي شوه صورة الشعب وفصائله وتبيض السجون من السجناء السياسين.
وطالب حركتي فتح وحماس بتسمية اعضاء وفديهما للحوار والموافقة على الحوار الشامل وتحديد يوم وتاريخ لانطلاق الحوار، داعيا حماس الى الاعلان عن القبول بحوار شامل مع كل الفصائل.
وفي الوقت نفسه طالب رباح الفصائل بالتقدم كلا على حده بخارطة طريق محلية وليس مجرد مقترحات.
بدوره قال حمد ان المشكلة بين حركتي فتح وحماس ليست نابعة من الموقف او البرنامج السياسي بل ناتجة عن ازمة عدم ثقة، مشيرا الى ان كل طرف يشعر بان الطرف الاخر يكمن له.
واضاف انه توجد ازمة عميقة بين الفصائل في كل شيء مشددا على فشل الحوارات التي انطلقت بين الفصائل، وتحديدا بين فتح وحماس على مدار 15 عاما.
وقال: ان عشرات الحوارات لم تنجح في تاسيس مؤسسة سياسية موحدة، او تكوين علاقات جيدة بين الفصائل.
وطالب بان يكون الحوار القادم استراتيجيا يتطرق الى كل القضايا من اجل حل المشكلة من جذورها، محذرا في الوقت نفسه من التحاور حول امور ثانوية كما حدث في السابق.
واضاف حمد ان الاجندة الفصائلية اضرت جدا بالقضية مشددا على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على المصحلة الحزبية
الانتخابات
وتطرق الى موضوع الانتخابات الذي طرح من بعض المتحدثين، مشيرا الى ان الانتخابات ليست الحل للمشكلة.
واقترح حمد ان يتم تشكيل لجنة حوار وطني تكون ممثلة بالقوى الكبرى الخمس اضافة الى عدد من الشخصيات المستقلة واعضاء المجلس التشريعي.
وقال: من مهام هذه اللجنة مناقشة كل القضايا الخلافية وتشكيل حكومة توافق وطني حتى يشعر الجميع بالخروج من حالة الانقسام، مشددا على ضرورة ان تتمكن هذه الحكومة من فرض القانون والا فان المشاكل ستظل قائمة.
بدوره طالب احمد المدلل ممثل حركة الجهاد الاسلامي في المؤتمر بتعزيز ثقافة المصالحة الوطنية داعيا المؤسسات الاهلية والجميع الى العمل الجاد والحقيقي والمسؤول من اجل اعادة اللجنة.
وحث الجامعة العربية على التدخل بقوة كما تدخلت في الازمة اللبنانية لحل الازمة الفلسطينية، متهما في الوقت نفسه اطرافا دولية وعربية بمساعدة اسرائيل في فرض الحصار.
واتهم حركتي فتح وحماس بعدم الجدية ازاء الحوار مضيف ان لا خيار امام الجميع الا العودة للحوار.
وانتقد المدلل استمرار المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، مشيرا الى انها لم تجلب الا المزيد من الاعتداءات و الجرائم الاسرائيلية في الضفة الغربية التي تتعرض يوميا للنهب والسرقة.
كما انتقد المدلل التهدئة بين اسرائيل وحركة حماس متسائلا عن الانجاز الذي حققته بعد نحو اسبوعين من سريانها.
تاخر الحوار
من جانبه اتهم جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، بعض الاطراف في حركتي فتح وحماس بتعطيل اجراء الحوار، مؤكدا ان هذه الاطراف تتعمد ذلك خشية على مصالحها ونفوذها.
كما اشار مزهر الى وجود اطراف اقليمية ودولية تعمل على اطالة الخلاف والانقسام الفلسطيني.
وانتقد ما اسماه ب الرهان على الاحتلال سواء من حيث نبته ازاء المفاوضات او فيما يتعلق بفك الحصار.
وقال مزهر ان استمرار الانقسام بمثل جريمة بحق الاف الشهداء ومدينة القدس.
وطالب مزهر بتحرك شعبي ومؤسساتي قوي للضغط على الطرفين والعودة الى الحوار.
بدوره حذر عبد الحميد ابو جباب ممثل الجبهة الديموقراطية من خطورة تقسيم الحوار الى حوار ثنائي بين فتح وحماس داعيا الى حوار وطني شامل بضم كل القوى والتيارات ومؤسسات المجتمع المدني.
وطالب ابو جياب بالعودة الى اعلان القاهرة لعام 2005 ووثيقة الوفاق الوطني اضافة الى تشكيل حكومة انتقالية بشخصيات وكفاءات وطنية تكون قادرة على رسم الامن في الضفة والقطاع.
توحيد المقاومة
ودعا ابو جياب الى العمل على توحيد المقاومة ووضع استراتيجية كفاحية موحدة تنطلق من برنامج سياسي موحد.
وعبر المهندس رافت سعد الله في كلمة باسم المؤسسات عن امله في ان يساهم المؤتمر بدفع الحوار الى الامام مشيرا الى ان المواطنين في كل مكان ينتظرون اللحظة التي تنتهي فيها حالة الانقسام،
وقال سعد الله: لا مبرر للانقسام والتاخير في انطلاق الحوار الوطني الجاد والحقيقي مشيرا الى ان اسرائيل تستغل هذا التاخير في الامعان في القتل والدمار.
بدوره قال اسامة مرتجى في كلمة باسم مؤسسة تعاون لحل الصراعات ان المؤتمر جاء للتاكيد على وحدة الوطن مؤكدا ان الاحداث المؤسفة الخطيرة التي مر بها الشعب تتطلب تشجيع الحوار الداخلي، بما ينسجمعوالاسس الديموقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الانسان.